تركيا تطمح لإمداد أوروبا بغاز الشرق
تم النشربتاريخ : 2014-09-17
قال وزير الطاقة التركي تانر يلدز، إن قطر وافقت على تصدير 1.2 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال إلى تركيا خلال أشهر الشتاء للمساعدة في تلبية الطلب، فيما تطمح أنقرة لأن تصبح مركزا تجاريا رئيسيا للغاز بين آسيا وأوروبا، لقربها من موارد رخيصة للغاز.
وأوضح يلدز متحدثا من الدوحة في تصريحات بثتها على الهواء مباشرة قناة "تي.آر.تي" الإخبارية التركية، أمس الإثنين، أن الشحنات القطرية سترسل على تسع دفعات.
ووفق معلومات لوزارة الطاقة والثروات الطبيعية التركية، ذكرت "الأناضول" أنها حصلت عليها، فإن الشحنات ستغطي جزءاً من احتياجات تركيا السنوية من الغاز الطبيعي البالغة 45 مليار متر مكعب، لافتة إلى أن الصفقة تصب في مصلحة تنويع مصادر الإمداد بالغاز.
وأشارت الوكالة إلى أن الاتفاق على الشحنات، جاء خلال الزيارة التي قام بها أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إلى أنقرة في يوليو/تموز الماضي.
وتمتلك قطر ثالث أكبر احتياطي من الغاز الطبيعي في العالم يبلغ 900 تريليون متر مكعب، فيما تحتل المرتبة الأولى من حيث تصدير الغاز المسال.
ويتزامن الإفصاح عن الصفقة، التي لم يتم الكشف عن قيمتها، مع زيارة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الدوحة، في زيارة هي الأولى له إلى دولة عربية منذ تسلمه رئاسة تركيا نهاية أغسطس/آب الماضي، وثالث زيارة خارجية له بعد الزيارتين اللتين قام بهما إلى جمهورية شمال قبرص التركية وأذربيجان.
ويرافق أردوغان في زيارته إلى قطر، وزير الطاقة والثروات الطبيعية التركي تانر يلدز، ومن المتوقع أن يحتل التعاون في مجال الطاقة موقعا هاما على أجندة الزيارة.
وتطمح أنقرة منذ فترة طويلة، أن تصبح سوقاً رئيسية للغاز، نظراً لتنامي الطلب المحلي وقربها من موارد رخيصة في منطقة الشرق الأوسط.
ولا تملك تركيا الكثير من الموارد الطبيعية، لكنها تقع في نقطة التقاء أغلب خطوط أنابيب الغاز التي تربط آسيا الوسطى بأوروبا.
وحسب دراسة لجامعة أكسفورد البريطانية في فبراير/شباط، فإن تركيا يمكن أن تصبح مركزاً لتجارة يصل حجمها إلى مائة مليار متر مكعب من الغاز سنوياً، عند تنفيذ استثمارات كبيرة في البنية التحتية للغاز، تشمل منشآت جديدة للغاز الطبيعي المسال ومنشآت للتخزين.
وسيؤدي صعود تركيا في أسواق الطاقة، إلى تنامي نفوذها كلاعب اقتصادي وسياسي رئيسي بين آسيا الوسطى والشرق الأوسط والاتحاد الأوروبي.
وموقع تركيا الجغرافي يجعل منها دولة مهمة في أمن الطاقة العالمي، فهي تمثل ممراً مهماً للنفط والغاز المنتج في الدول الغنية بهذه الثروات.
ويمر عبر تركيا نحو ثلاثة ملايين برميل نفط يومياً، ومن المخطط أن تصبح في المستقبل ممراً مهماً لكميات ضخمة من الغاز الطبيعي العربي إلى العالم الخارجي.
كما أنه من المتوقع أن تصبح تركيا نقطة عبور رئيسية لتصدير الغاز الطبيعي من إيران ومن إقليم كردستان في المستقبل، وهو ما يضع تركيا في قلب أمن الطاقة الأوروبي الذي يتعرض لهزة عميقة في أعقاب أزمة أوكرانيا، التي باتت تهدد باستمرار صادرات الغاز الروسية إلى دول الاتحاد.
وتمثل إمدادات الغاز الروسي نحو 39% من إجمالي احتياجات الاتحاد الأوروبي، فيما تمثل إمدادات النفط 26%.
وحسب استراتيجية أمن الطاقة الأوروبي التي تم إقرارها في نهاية مايو/أيار الماضي، فإن خطة تنويع مصادر الطاقة في دول الاتحاد الأوروبي تستدعي تقليل الاعتماد على الغاز والنفط الروسيين، وفتح التفاوض مع تركيا التي تمثل ممراً مهماً للنفط والغاز من منطقة الشرق الأوسط إلى أوروبا.
*نقلا عن العربي الجديد